الأستاذ محمد أشين: "آه ظهري، آه ظهري"
أرجَعَ الأستاذ أشين السبب لما يحدث في غزة ، إلى افتقارها لوجود دعم وسند حقيقي، داعياً الدّول الإسلامية للاتحاد في وجه هذا الظلم..
جاء في مقالة للأستاذ محمد أشين عن واقع دول منظمة التعاون الإسلامي:
هذه المقولة تُستخدم بشكل شائع في الأمثال الشعبية.
كان هناك رجل يُضرب من قبل الآخرين، بغض النظر عن المكان الذي يضربونه فيه، على رأسه، قدميه، بطنه، أو أي جزء من جسده، كان دائمًا يصرخ "آه ظهري".
عندما رأى الناس ذلك، لم يستطيعوا تحمل الفضول وسألوه:
"لماذا تقول 'آه ظهري' بعد كل ضربة؟"
أجاب الرجل بشكل يبعث على التأمل:
"لو كان ظهري (القوة والدعم من خلفي) قويًا، لما كانوا يستطيعون ضرب رأسي وبقية أجزاء جسدي".
الوضعيّة الحالية في غزة وفي الأمة بشكل عام تعكس تمامًا هذا المثال.
غزة تُعاني من قصف ودمار وحرق وحشي منذ قرابة عام، وأخوتنا الفلسطينيون يتعرضون للإبادة. النظام الصهيوني يستهدف إيران وسوريا واليمن ولبنان، ويقتل أعزائنا على أراضينا وفي بيوتنا، بالإضافة إلى إطلاق التهديدات الجديدة.
العالم كله يشاهد هذه المظالم والنهب بعجز عن اتخاذ خطوات ملموسة لإنهائها...
أكبر معارضي هذه المظالم لا يفعلون شيئًا سوى الدعوة إلى "الرأي العام الدولي" لوقفها. وهذا الرأي العام الدولي يشمل الدول الإمبريالية مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وغيرها من الدول التي تدعم هذه المظالم.
نحن نريد من الدول التي في يدها "زمام" النظام الصهيوني وتستمر في تحريكه أن توقف هذا الظلم وتقوم بدور الوسيط والحكم. مسألة من هو صاحب الزمام ومن هو الذي يسيطر عليها هي مسألة قابلة للنقاش.
الاعتماد على الظالم لوقف الظلم هو أكبر ظلم وأكبر تجاوز للعدالة.
الظالم والقاتل لا يمكن أن يكون هو الحكم.
مشكلتنا الأساسية هي عدم وجود الوحدة والتضامن لدينا، تمامًا كما يصرخ الرجل الذي يُضرب قائلاً "آه ظهري".
قد يكون العدو قويًا، لكنه ليس أقوى من وحدتنا.
أين منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة وهدفها الأساسي هو تحرير القدس؟ لماذا لا تؤدي دورها؟
أين الجامعة العربية التي تضم 22 دولة؟
أين كرامة وشرف وهبة الشعوب العربية؟
لو كان أبو جهل حيًا اليوم، لكان من المؤكد أنه لن يقبل بهذا الذل.
حتى أثناء احتضاره في معركة بدر، أظهر أبو جهل أسلوبه القاسي عندما قال لابن مسعود، الذي جاء ليقطع رأسه، "اقطع رأسي قريبًا من جسدي لكي يبدو أكبر".
منظمة التعاون الإسلامي هي الاتحاد الذي يضم أكبر عدد من السكان في العالم بعد الأمم المتحدة.
لماذا لا يجتمع تحالف الـD-8 الاقتصادي، ولا يتم إنتاج بدائل للعلامات التجارية والشركات التي تدعم النظام الصهيوني؟
لماذا لا نتحرك ضد النظام الرأسمالي الذي يستغلنا؟
تتمتع 57 دولة إسلامية بمصادر اقتصادية وشعبية واستراتيجية، بما في ذلك الأسلحة النووية وجميع أنواع الأسلحة التقليدية. إذا تمكنت هذه الدول من تحقيق الوحدة والتضامن، فلن يكون هناك أي قوة في العالم قادرة على مواجهتها.
وعندما تتسلح بالإيمان والأخوة، ستصبح قادرة على السيطرة على العالم ماديًا ومعنويًا.
لا نحتاج إلى تشكيل تحالفات جديدة لتحرير القدس. يكفي تفعيل التحالفات القائمة. حتى إذا كان لدى ربع أو خُمس أو حتى عُشر الأعضاء في هذه التحالفات وحدة وتضامن، فإن ذلك سيكون كابوسًا للعدو ويؤدي إلى فشل العديد من الخطط الشيطانية.
مهما حدث لنا، سنستمر دائمًا في الدعوة إلى "الوحدة، الاتحاد، والتضامن". لا يوجد بديل آخر، ويجب أن نعلم ذلك.(İLKHA)